Monday, October 21, 2013

الشخصيات الوهمية : مرض أم افتراء !


احتلت مواقع التواصل الاجتماعي في الآونة الأخيرة جزءاً كبيراً من اهتمامات كثير من الناس في حياتهم اليومية والتي يتواصلون من خلالها مع أصدقائهم في شتى أنحاء العالم وقد أحدثت هذه المواقع نوعا من "ثورة في العلاقات الإنسانية" فقد أصبح لدى الشخص أصدقاء وهميين خلال شبكة الانترنت.

يُصنف المستخدمون لمواقع التواصل الاجتماعي إلى فئات كثيرة فمنهم من يظهر شخصيته الواقعية من خلال إظهار أسمائهم وصورهم الحقيقية والبعض الآخر يخترع شخصية وهمية فقط لبث رسائل ترفيهية والاستمتاع بخدمات هذه المواقع حيث اختلفت استخدامات مواقع التواصل الاجتماعي فمنهم من يبث رسائل ترفيهية والبعض الآخر يبث رسائل علمية أو ثقافية أو سياسية ...الخ

ولكن هناك الكثير من الأشخاص الذين يتقمصون شخصيات وهمية والتي كثرت في الفيسبوك بشكل خاص. حيث يستخدمون صوراً مستعارة وأسماء مستعارة وصفات وهمية (مزيفة) لا تتصل بواقع حياتهم ومنهم من يحتفظ بطبيعة العمل الذي يمارسونه حتى يبعدوا الشبهة عن أنفسهم ويمارسون تقمص الشخصيات بإحترافية تامة. الأمر لا يقتصر على الأشخاص بل هناك عدة جوانب باتت تستخدم شخصيات وهمية لأغراض معينة ويمكننا اختصارها كالتالي:
- فنياً واعلامياً : نشهد تسلل العديد من الشخصيات الفنية والاعلامية والصحافية بأسماء وهمية وذلك للحصول على معلومات شخصية لكثير من المشاهير والشخصيات المهمة، كما وأن بعضهم بات يشارك بعمليات تجسسية محاولين إيذاء منافسيهم في الوسط الاعلامي.
- سياسياً : يعمل الكثير من السياسيون والوسائل الاعلامية السياسية على الدخول إلى مواقع التواصل الاجتماعي وتحديداً ( فيس بوك ) بأسماء وهمية أو تشبه أسماء شخصيات سياسية معروفة وذلك للنيل وتأويل بعض أحاديث هذه الشخصيات والتي لم تقلها فعلياً.
- أخلاقياً : البعض يتقمص شخصية وهمية من أجل التسلية والتلاعب بمشاعر الآخرين. ولا يقل عن ذلك خطراً أو ضرراً من يحاول ابتزاز الآخرين أو الحصول على مبالغ أو هدايا، خاصة أولئك الرجال أو الشباب الذين يتقمصون شخصيات نسائية. وهناك قلة يستخدمون هذه الشخصيات الوهمية (المزيفة) من أجل إلحاق الضرر بالآخرين .

 

 

ولا يعنينا هذا الأمر بقدر ما يهمنا معرفة الإجابة عن التساؤلات الكثيرة مثل: لماذا يلجأ كثير من الأشخاص (ذكوراً وإناثاً) إلى تقمص شخصيات وهمية؟ وهل هذه الظاهرة موجودة في الدول الأخرى غير العربية أم هي ظاهرة عربية؟

إن ظاهرة تقمص شخصية وهمية (مزيفة) ليس أمراً جديداً،وأعتقد - كذلك - أن جميع الدول والثقافات لا تخلو من استخدام الشخصيات الوهمية، ولكن هذه الظاهرة تنتشر في الدول العربية أكثر من غيرها لأسباب ثقافية من جهة، ولكثرة النفاق الاجتماعي من جهة أخرى.

أخيراً أقترح دراسة ظاهرة الأسماء الوهمية (المزيفة) على مواقع التواصل الاجتماعي من قبل الباحثين والمراكز المتخصصة. ولا أدري لماذا لا تولي أقسام الدراسات الاجتماعية بالجامعات هذه القضية المهمة اهتمامها بالدراسة والبحث وتشجيع طلاب الدراسة العليا على دراستها والوقوف على سلبياتها وإيجابياتها وكذلك أبعادها التربوية والنفسية والاجتماعية والأمنية. وأدعو - في الختام - جميع مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي خصوصاً والإنترنت عموماً إلى مخافة الله والتحلي بالأخلاق الحميدة الراقية وعدم الإضرار بالآخرين واستخدام هذه التقنيات فيما يفيد وينفع.

4 comments:

  1. مواقع التواصل الاجتماعي لا يووجد فيهاا حسيب او رقيب فالشخص يراقب ذاته بنفسه فلا يوووجد رادع فيجب عليه ان يملي شخصيته ع الاخرين بكل احترام والاختلاف لا يفسد ف الود قضيه بل بالعكس اما انتحال الشخصيات والافتراء والتسبب بالفتن والبلبله سواء من النواحي السياسيه او اي ناحيه اخرى لن يدوووم وبرأيي سينكشف الشخص .. والمجتمع بطبيعة الحال اصبح اكثر وعي فبإمكانه ان يكشف ما يجري حوله ..

    ReplyDelete
  2. برأي الشخص الذي يتقمص شخصية انسان اخر سواء فالمواقع الاجتماعيه او فحياته الخاصه يشكو من نقص داخلي أو قله فالثقه بنفسه ... اما ما يدور فالمواقع التواصل الاجتماعي فانه امر طبيعي لان ما كل الناس بنفس التفكير
    ونفس الرؤيه .. ومثل ما ذكرت الاخت سابقا عدم وجود الرادع الذاتي والرقابه الذاتيه يسبب في الكثير من المشاكل الاجتماعيه ووجود ااكثير من المنتحلين يسبب فعدم مصداقيه مواقع التواصل الاجتماعي

    ReplyDelete
  3. تعتبر مواقع التواصل الاجتماعي سيف ذو حدين وعملة ذو وجهين وذلك لانه يتم استغلالها بطرق ايجابية وسلبيه فهي من اهم الطرق لخلق العلاقات ومتعابعة الاحداث الجارية والتعايش مع الاطراف الغير المتواجده في حدود معيشة الشخص ولكن من جهة اخرى قام العديد من الاشخاص ذوي الثقافة المتدنية والنفوس الحاقدة باستعمالها بصور غير قانونية مما ادى الى ظهور بما يعرف ب انتحال الشخصيات .. شخصيا ارى ان هذه الظاهرة تعد ك عبث اجرامي تهدد الحسابات فلا بد من نص العقوبات للحد منها فقد تم استغلالها اجتماعيا وسياسيا وهذا قد يؤدي الى نشر المشاكل في سيايات الدول !!

    ReplyDelete
  4. برأي من يتقمص شخصيات الاخرين فهو انسان انطوائي وفاشل في حياته بشكل عام !! فهو يريد بأن يكسب محبة الناس او الشهرة على حساب غيره .. فيقوم باستخام بيانات كااذبه غير واقعية .. فنتمنى ان توجد قوانين صارمة لهالشي

    ReplyDelete